غزة – الجمعة 30 مايو/أيار 2025

في تصعيد جديد يستهدف البنية المدنية والإنسانية في قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم غارة جوية عنيفة استهدفت مبنى جمعية رواد للتنمية المجتمعية الكائن في مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل.القصف ألحق أضرارًا بالغة بالمبنى ومرافقه، وأخرج المقر الرئيسي للجمعية عن الخدمة.

ويُعد مبنى الجمعية المستهدف مركزًا إداريًا وعملياتيًا حيويًا، حيث كانت تُدار منه عمليات التنسيق والإشراف على عشرات المشاريع الإغاثية والتنموية التي تنفذها الجمعية في مختلف محافظات قطاع غزة. وعلى مدار السنوات الماضية، لعب هذا المقر دورًا محوريًا في الاستجابة الطارئة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة، خاصة خلال الأزمات المتكررة والحروب التي تعرّض لها القطاع، وكان نقطة ارتكاز أساسية في جهود الجمعية لإغاثة الأسر المحتاجة والنازحة، والتي تجاوز عددها عشرات الآلاف منذ بداية العدوان المستمر.

وقالت الجمعية في بيان صحفي إن "استهداف مقرّنا الرئيسي لن يثنينا عن أداء رسالتنا الإنسانية، وسنواصل واجبنا تجاه أبناء شعبنا بكل ما أوتينا من طاقة وإرادة، وسنعمل على ضمان استمرارية التدخلات الإغاثية العاجلة."

وأضاف البيان: "نعتبر هذا القصف انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ومحاولة متعمدة لتعطيل العمل الإغاثي المنظّم، الذي يشكّل شريان حياة لمئات آلاف المواطنين في ظل الحصار والعدوان المستمر."

ودعت الجمعية المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها إزاء ما يتعرض له قطاع غزة من استهداف مباشر للمرافق المدنية والإغاثية، مطالبة بتوفير الحماية للكوادر الإنسانية العاملة في الميدان، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة بحق العمل الإنساني.

ورغم الدمار الكبير الذي لحق بالمقر، أكدت جمعية رواد استمرارها في أداء دورها الإنساني، وأن طواقمها ستواصل العمل الميداني وتقديم الخدمات الإغاثية عبر فرقها المنتشرة على الأرض، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

---

عن جمعية رواد للتنمية المجتمعية

تأسست جمعية رواد للتنمية المجتمعية عام 2009، وهي مؤسسة فلسطينية غير ربحية تُعنى بمجالات الإغاثة والتنمية المجتمعية، وتستهدف بخدماتها الفئات الأكثر هشاشة في قطاع غزة وفلسطين عمومًا.

طوال سنوات عملها، نفذت الجمعية عشرات المشاريع في مجالات الأمن الغذائي، الإغاثة العاجلة، التمكين الاقتصادي، الرعاية النفسية والاجتماعية، والتعليم، وكانت من الجهات الأولى استجابةً في حالات الطوارئ والكوارث. وتُعد "رواد" من المؤسسات الميدانية الفاعلة التي تعتمد على كوادر محلية مؤهلة، وتُنفذ المشاريع بشكل مباشر، وتملك شبكة علاقات متميزة مع المؤسسات الشريكة داخل فلسطين وخارجها.