02 January 2017

"روّاد" تلبي نداء استغاثة عاجل لثلاث أسر مستورة

في بقعة صغيرة وداخل شريط ضيق على البحر الابيض المتوسط وعلى مساحة جغرافية لا تتجاوز 360كم2 يعيش مليوني مواطن غزي في حصار اسرائيلي مطبق دخل عامه الحادي عشر، ومع دخول عام جديد 20177م وزيادة عدد السكان تزداد معاناة وآلام الغزيين بفعل هذا الحصار الغاشم الذي أثقل كاهلهم وجعل الحياة في غزة مريرة ومأساوية ومعقدة حيث لا يمكن وصفها، ففي إحصائية صادمة للهيئة المستقلة لحقوق الانسان فقد بلغت نسبة الفقر المدقع في قطاع غزة لنحو 65%، وانعدام الأمن الغذائي إلى نحو 65%، وقد زادت نسبة البطالة لتصل إلى 42.7%، وحوالي 80% من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون بسبب الفقر والبطالة على المساعدات الدولية من أجل العيش البسيط.إن الناظر إلى الوضع القاتم في قطاع غزة اليوم يرى العدد المتزايد من الناس التي تُعاني ظروفاً معيشيةً، وصحية، وتعليمية صعبة للغاية، بالإضافة إلى ذلك فإن أعداد الأرامل والأيتام تزداد باطراد، الأمر الذي يتطلب العناية بهم من الجمعيات الخيرية وخصوصاً جمعية روّاد للتنمية المجتمعية.

 

وتقوم فرق اللجان الاجتماعية التابعة للجمعية بتفقد أحوال الفقراء والمهمشين وتدوين ظروفهم المأساوية لتوصل الرسالة بدورها إلى أهل الخير والايادي البيضاء لترسم البسمة على شفاه المحرومين، حيث تلقيت جمعية روّاد ثلاث نداءات استغاثة من أسر فقيرة في قطاع غزة.

 

حيث تلقت "روّاد" نداء استغاثة عاجلة من المواطن إبراهيم أبو صواوين الذي يقطن في منطقة الزيتون على الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة، أبو صواوين الذي يعيل 12 فرداً يعيش في ثلاث غرف فقط ليست من الطوب بل من القش والاغطية، فعندما يأتي فصل الشتاء تظهر المعاناة جلية في انهمار الامطار وهروب الاسرة بكاملها خارج المنزل لمكان يقيهم من المطر والبرد القارص، وتحدث لنا ابو صواوين قائلاً: "لا يوجد عندنا ثلاجة لحفظ الاطعمة أو غاز لطهي الطعام، بل نقوم بطهي الطعام على النار، ولا يتوفر صرف صحي في المنزل لأن البيت يقع في منطقة حدودية"، وتفتقر العائلة المستورة لأدنى مقومات الحياة من الطعام والشراب والملبس والاغطية وغيرها.

 

والاسرة الثانية هي منزل المواطن أحمد أبو عصر الذي يسكن شمال قطاع غزة في منطقة العطاطرة، فرب هذه الاسرة يعيل 6 أفراد، ويعمل في محل لتصليح الدراجات الهوائية بمعاش 15 شيقل يومياً!، هذا المبلغ الزهيد الذي لا يمكنه الوفاء باحتياجات الاسرة اليومية من الطعام والشراب والملبس والتعليم والعلاج وغيرها، إضافة إلى ذلك فإن الولد الاكبر لأحمد يعاني من مرض النقص في النمو فيحتاج يومياً لحفاضات حجم كبير ولعناية مرهقة في الطعام الشراب واللباس، وعندما تحدث لنا أحمد عن معاناته قال" منزلي يفتقر للنوافذ، ففي الشتاء تنهمر علينا مياه الامطار وتسقط في فناء المنزل، وفي الصيف تدخل علينا الحشرات والقوارض والزواحف التي تخيف الصغار وتسبب لهم الامراض.

 

وفي زيارتنا للأسرة الثالثة فقد كانت لمنزل المواطن  إياد ابو سلطان، وهنا تجلت المعاناة بشكل كبير فرب هذه الاسرة كان تاجراً وميسور الحال لكنه خسر كل تجارته واصبح من الغارمين وقد سجن عدة مرات بسبب الديون الباهظة الملقى عليه، ليس هذا فحسب بل إن ابو سلطان يعيل 7 أفراد ولديه بنتان تدرسان في الجامعة وتحتاجان لمبلغ 600 دينار فصلياً، ويعيش أبو سلطان وأسرته على الرمال فمنزله يفتقر لأرضية مبلطة، وبالكاد يستطيع توفير قوت يومه.

 

وإزاء هذه المعاناة والمأساة قامت "روّاد" بحمل رسالة هذه الاسر لمؤسسة فيفا فلسطينا ماليزيا لتقوم بدورها لتقديم المساعدات الفورية العاجلة لهذه الاسر حيث تمثلت المساعدة في توفير الثلاجة والبوتاجاز مع اسطوانة والاغطية والبطانيات وكسوة الشتاء لجميع افراد الاسرة ومساعدة مالية وشبكة إنارة آمنة وطرود غذائية ومواد تنظيف، حيث قدرت قيمة المساعدة بـــ800$ للأسرة الواحدة.

السابق

"روّاد" توزع بطانيات على الاسر المستورة بغزة

التالي

بدعم من مؤسسة طرابلس - ليبيا، "روّاد" توزع كفالات للأيتام