09 January 2015

"روّاد" تُلبي نداء استغاثة عاجلة، وتتقفد أحوال أصحاب البيوت المدمّرة شرقي غزة

هذا ما تبقى من منزل "أبو حسام" إثر قصفه من قبل المقاتلات الحربية الاسرائلية خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة، ألواح من الزينقو وحجارة من الطوب استعانت بها العائلة المكونة من ثلاثة عشر فرداً والتي تقطن منطقة الشجاعية الشريط الحدودي حيث بدأت فصول المعاناة تتكشف يوماً بعد يوم في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة وخصوصاً دخول المنخفض الجوي الشديد خلال هذه الأيام(هدى).

وجاء نداء الاستغاثة لجمعية روّاد للتنمية المجتمعية، حيث قامت الدائرة الاجتماعية على الفور بزيارة ميدانية للأسرة المنكوبة والاطلاع عن كثب عن الوضع المأساوي والخطير الذي تعاني منه الاسرة وباقي الاسر المنكوبة والمدمرة بيوتها.

ويقول "أبو حسام حسنين" رب البيت: نطلب من المسؤولين بضرورة الاستعجال والتحرك للاعمار وتحسين الظروف، كما وفي جعبة الأم الكثير لتعبر عما يدور في مخيلتها، بيد أنها طالبت الجهات المعنية هنا بالنظر الى مأساتها وأطفالها الذين يعانون أمراض الرشح الانفلونزا في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.

ومع قرب الامتحانات النهائية لطلاب القطاع يصعب على "عز الدين" ابن الثانية عشر من عمره التأقلم مع الواقع المعاش فلم تعد الاجواء مناسبة للدراسة والاستيعاب والمذاكرة.

أربعة أشهر ونيف مضت على انتهاء الحرب الاخيرة على غزة ولا يزال بصيص من الامل يلوح في افق الغزيين في ايجاد حل لاوضاعهم المعقدة والصعبة.

"أبو حسام" واحد من عشرات الالاف من الأسر الفلسطينية الذي دُمّر بيتها خلال الحرب الاخيرة على غزة وسط حالة من الاحباط لجملة الوعود التي يطلقها المسئولون الفلسطينون والمجتمع العربي والدولي في تنفيذ إعادة الاعمار بين الفينة والاخرى.

وفي ختام الزيارة قدمت الجمعية مساعدات عينية ونقدية عاجلة بالتواصل مع أهل الخير والاحسان متمنين أن تُحل أزمة هؤلاء المواطنين الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء.

وفي سياق متصل، أُعلنت حالة الطوارئ في الاراضي الفلسطينية لمواجهة آثار هذا المنخفض الجوي المصحوب بانخفاض كبير في الحرارة وبعواصف وثلوج.

ويؤكد رائد الدهشان المسؤول في جهاز الدفاع المدني في غزة ان "الوضع صعب للغاية في هذه العاصفة، نتعامل مع حالات الطوارئ التي يبلغنا بها المواطنون لكن عدم توفر معدات يعطل عملنا".

ويستخدم الكثير من المواطنين الشموع للانارة واشعال الحطب للتدفئة الأمر الذي قد يوثر سلباً على الحياة ويوقع الاضرار والمصائب.

كما واصيب اثنا عشر مواطنا في حوادث متفرقة في غزة الثلاثاء كما اصيب طفل بجروح خطرة في حريق بمنزله في غزة صباح الاربعاء نتج عن احتراق شمعة.

وتوفي مساء السبت طفلان شقيقان من عائلة الهبيل ويبلغان من العمر 3 و4 اعوام في حريق شب في منزلهما في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة ونتج ايضا عن وقوع شمعة مشتعلة.

ولا يزال 17 الف فلسطيني نزحوا من بيوتهم المدمرة يقيمون في 18 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الانروا) في قطاع غزة، حسب ما يفيد عدنان ابو حسنة الناطق باسم الانروا.

أغيثوا أطفالنا ..!!

يقول أحد المواطنين من سكان بلدة خزاعة : "أغيثونا .. فنحن من دفع ثمن العدوان الاسرائيلي، ونحن من عانينا وشربنا علقم الحروب ، ونحن أكبر الضحايا وعلى كل المسؤولين أن يستيقظوا لإنقاذ أطفالنا من موت البرد والصقيع وغزارة الأمطار".

ويضيف: "ولا نريد سوى اعادة الاعمار، يئسنا من الماضي ونتخوف من المستقبل، نبكي دما في كل مرة ننظر فيها الى أكوام الركام ونتألم أكثر عندما نرى أطفالنا ونسائنا يعتصرون بردا وخوفا دون أن نستطيع أن نوفر لهم الدفء ومكان كريم يليق بالعيش الآدمي".

تطاير الأبواب والاسقف.. وقسوة الظروف

ولم يُخف أحد المواطنين مرارة العيش داخل الكرافان والآلام التي يشعر بها كلما رأى أسرته تعيش المأساة داخل مأواهم الذي لا تزيد مساحته عن "30مترًا"، وما يزيد همه وآلامه النظر من الشرفة الضيقة لمنزله المدمر المجاور بحسرة وألم بعدما كان ينعم فيه وأسرته حياةً كريمة.

ويوضح انه وجيرانه يفتقدون في مثل هذه الليالي بيتهم المدمر في ظل ما يقاسونه من حياة قاسية داخل الكرافان قائلاً : "عندما كنا في بيوتنا كان لكل فرد سريره الخاصة وحجرته ووسيلة التدفئة ومكان آمنّ، وأغطية، وهذا ما نفتقده اليوم".

مأساة مستمرة .. وملح مسكوب على الجراح

وتوضح احدى المتضررات أانّ ما آلت إليه الأوضاع من سوء لم يأتِ من فراغ بل جاء بعدما تنصل كل المسؤولين من اعادة اعمار القطاع المنكوب، مشيرة الى أنّ الأحاديث التي يقولها بعض المسؤولين على شاشات التلفزة بأن هناك اعادة اعمار وجهود حثيثة ومكثفة لحل مشاكل النازحين كلها "أكاذيب" لا أساس لها من الصحة.

يذكر أنّ العدوان الإسرائيلي الاخير الذي استهدف قطاع غزة في يوليو وأغسطس الماضيين، دمّر نحو 18 ألف وحدة سكنية وأدى الى تشريد نحو 10 آلاف عائلة غزية، ولا زال هؤلاء في الشوارع دون وجود حلول لإنقاذها من خطر الموت !!

السابق

بتمويل من جمعية طرابلس- ليبيا، "روّاد" توزع كفالات الأيتام في مدينة غزة

التالي

إعلان وظيفة منسق مشاريع