11 July 2014

بيوت الآمنين.. بنك الأهداف "الإسرائيلي" الخاسر

 كل من يقطن هنا يشعر بأنه إن أصبح حياً في الأرض فحتما سيحل المساء وقد صعدت روحه إلى السماء، ففي شهر رمضان المبارك توحش العدو الصهيوني من خلال توسيع دائرة استهدافاته ضد الآمنين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية عدوانية، بعد تحرك الميادين الفلسطينية في الداخل المحتل وفي أراضي الضفة المحتلة وتعبيرها عن جام غضبها من قتل الطفل المقدسي محمد أبو خضير حرقاً.

إغارة طائرات الاحتلال في أوقات متأخرة من الليل على تلك البيوت التي تحتضن بين جدرانها النساء والأطفال والمسنين، لهو دليل واضح على إفلاس بنك الأهداف العسكري الذي أخذ على نفسه عهداً بأن يمحق وجود المقاومة في غزة، ولكنه لا يجد أمام ناظريه سوى بيوت الآمنين والأطفال ليستهدفهم.

لم تبالي

تم مهاتفة أصحاب البيوت الذين احتسبوا قصف بيوتهم في سبيل الله وأنهم على درب المقاومة، من بينهم بيت عائلة أبو جراد، تلك العائلة المكونة من أحد عشر فرداً، حيث تلقت اتصال عدة مرات اتصالات هاتفية من جيش الاحتلال لإخلاء البيت لإتمام ضربه بطائراته.

وقالت أم البراء أبو جراد: "منذ ليلة أمس جاءتني اتصالات على هاتفي وحاولت رفض فكرة الإخلاء من البيت كما أعلنت للمتصل الذي صرّح عن اسمه بـ"شلومو" بأنني لن أقوم بإخلاء البيت، مما دعاني من إغلاق الهاتف والإبقاء في البيت برفقة أطفالي طوال الليل، حتى طلع نهارا جديدا لنمارس حياتنا بشكل طبيعي، مما دعاني لفتح هاتفي الخليوي من جديد ليأتي اتصالا جديدا بصوت امرأة عربية تقول لي "إنتي بتفهميش.. كم مرة أخبرناكِ بأن البيت سيتم قصفه" فأخبرتها بأني لن أخرج من بيتي ولن أخرج أطفالي منه رغم ذهابي وقتها لعملي وأبنائي، ولكنهم لم يهتموا وقصفوا البيت وتم تسويته في الأرض".

ولو كانت عائلة أبو جراد في بيتها لكانت في عداد الشهداء وقت استهداف البيت بأربعة من الصواريخ الصهيونية، فلم يهتموا لها إن كانت ستموت بداخل البيت وأطفالها أم لا وأصبح بيتهم المكون من طابقين يساوي الأرض.

وقالت أم البراء والألم يعتصر قلبها على بيتها الذي يمثل لها الأمن والأمان والحياة بأكملها: "استهداف البيوت لهو دليل على العنجهية الصهيونية والإفلاس الواضح، والجبن الذي يتمتع به الكيان الصهيوني في إراقة دم الأطفال".

التخبط الجنوني لآلات الغدر الصهيونية والذي يدلل على إفلاس صهيوني كبير دفع الطائرات الصهيونية إلى هتك مزيد من بنك الأهداف الذي تعتبره إسرائيل بأنه منبع الإرهاب، والممثل باستهداف البيوت الآمنة والمساجد فكان معظم المصابين والشهداء من الأطفال والنساء.

أما عن عائلة الزعبوط التي لم يوقظها العدو باتصاله وإخبارهم بأمر الإخلاء، فقد كانت ضمن العائلات التي لا يغمض لها جفن وسط العدوان الغاشم على جميع أنحاء القطاع، فكان لهم نصيب الأسد من الغدر، وذلك عند اقتراب وقت السحور بمنطقة الزيتون شرق مدينة غزة.

كنا في الداخل!

تلك العمارات السكنية تمثل الحياة الكاملة لأصحابها , فحين يستهدف البيت الآمن يستهدف برفقته قلوب أصحابه الذي يعتصر ألماً على فقدانه , ولكن هيهات أن ينال من عزيمتهم كما قال جل أصحاب البيوت المنكوبة .

وقال حاتم جودة صاحب البيت المكون من أربعة طوابق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة والذي تم قصفه وتسويته في الأرض: "الدنيا رمضان ونحن لم ننم من القصف الصهيوني طوال القصف المستمر من حولنا باستهداف الأراضي الفارغة والبيوت الآمنة".

وتابع جودة: "أكثر من 30 فرد يسكن تلك العمارة السكنية، فقال لن المتصل اليهودي المهدد لنا بالقصف أنكم تملكون خمس دقائق لإخلاء البيت ممن بداخله، ولكن لم يمضي علينا دقيقتين إلا وكان صاروخ الاستطلاع يسقط على بيتنا، فلم نتمكن من الفرار إلا بملابسنا وبأطفالنا وأرواحنا فقط".

ويسكن تلك العمارة أبناء شهيد وأمهم، كما لا يخلوا من المسنين والرجال والآمنين، فقالت زوجة الشهيد جودة والتي احتضنت أطفالها وهرعت ما يبعد عن العمارة حوالي 100 متر عن مكان العمارة حتى ضرب بيتها بأربع صواريخ صهيونية أودعته أرضاً.

المزيد من البيوت الآمنة التي ما زالت مستهدفة وما زالت تستهدف والتي لا تحتضن سوى المدنيين والأطفال، وأوقعت آلات الغدر المجازر البشعة بحق العائلات الآمنة كما عائلة كوارع وعائلة حمد ولا زالت أعداد الشهداء والجرحى في ازدياد مستمر.

السابق

بتمويل من إحياء دار، روّاد توزع طروداً غذائية على فقراء غزة

التالي

حتى اللحظة...الاحتلال يدمر 203 منزلًا مدنيًا بقطاع غزة