30 October 2017

"الشتاء".. كابوس يؤرق مضاجع عائلات تنتظر الإعمار

تشعر المواطنة أم وائل جودة بالقلق والخوف الشديدين نتيجة اقتراب دخول فصل الشتاء، الأمر الذي يجعلها تتأهب لوضع الأوعية في كل زاوية من زوايا المنزل المكون من ثلاثة غرف من الاسبست، في حين أن مياه الأمطار في كل مرة تخترق تلك الألواح المكسورة وتنساب من جوانب الحيطان إلى داخل المنزل لتصل إلى فراش الأطفال والأغطية والملابس حتى تغرقها.

 

 

وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية العديد من المنازل بشكل كلي في مدينة رفح، إلا أن منزل أم وائل تعرض للقصف الجزئي في وقت كانت حياة العائلة اجمع مهددة بالموت، وبالرغم من محاولات زوجها اللجوء لوكالة الغوث " الأونروا" من أجل مساعدته في استكمال بناء منزله، إلا أنه لم يتلقى سوى الوعودات فقط.

 

 

وتقول أم وائل في حديث للرأي:" كلما اقترب فصل الشتاء، أشعر وكأن كل الهموم وقعت على كاهلي، حيث اضطر للاستيقاظ في ساعات الليل المتأخرة من أجل تفقد أركان المنزل، فكل زاوية فيه تجدني أضع أوعية من أجل تلافي سقوط المياه على الأرض ووصولها للفراش والملابس".

 

 

وبالرغم من محاولاتها تلافي سقوط المياه ووصولها لأطفالها النائمين، إلا أن شدة سقوط المطر بغزارة في كل عام ينغص ليل عائلة أم وائل في كل يوم يمر، حيث ألواح الاسبست المكسورة بفعل تطاير الصواريخ والشظايا على المنزل.

 

 

ووفق ما ذكرته في حديثها فإن زوجها قام بمحاولة اغلاق تلك الأجزاء المكسورة من السقف حتى يمنع تسرب المياه إلى داخل المنزل، لكن شدة المطر كانت أقوى من ذلك، في حين أنه قام بوضع النايلون على كافة سقف المنزل، لكن الأمر لم يمنع تدفق المياه للداخل أيضا.

 

 

وتعيش الكثير من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر منذ 11 عشر عاما، أوضاعا انسانية واقتصادية صعبة وقاسية خاصة بعد تشرد الآلاف من تلك العائلات من منازلها عقب العدوان الأخير .

أوضاع صعبة

 

 

وفي منطقة خزاعة بمدينة خان يونس جنوب غزة، تعيش الكثير من العائلات المهدمة منازلها جزئيا وكليا أوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية، ومن بين تلك العائلات عائلة النجار التي هدم منزلها المكون من ثلاثة طوابق.

وتقول ميساء النجار والتي هدم منزلها خلال العدوان ولديها 3 أطفال:" كنت أعيش في منزل مكون من 3 طوابق برفقة أشقاء زوجي، ولكنه هدم خلال العدوان، وحاليا نعيش في منزل صغير مع عائلة زوجي، لكنه لا يكفينا أبدا"، موضحة أن زوجها لم يتلق أي مساعدات مالية أو عينية منذ هدم المنزل.

 

 

وتضيف النجار في حديث للرأي:" لم نحصل على بدل إيجار أبدا بحجة أن لدينا مأوى بديل، الأمر الذي اضطرنا إلى الصبر والتحمل حتى نرى الظروف الى أين تسير"، مشيرة إلى أن زوجها تابع مع وزارة الأشغال ووكالة الغوث وأنهم وعدوه في حال وجود منحة بإدراج اسمه ضمن قائمة المستفيدين.

 

 

ويعيش الأشقاء الآخرين من عائلة النجار في غرفة واحدة برفقة عائلاتهم بانتظار أن يتم إدراج أسماؤهم من أجل إعادة إعمار منزلهم، في حين أن فصل الشتاء يقترب وغرفة واحدة لا تكفي لعائلة كبيرة.

 

 

وما بين منزل وآخر، يتنقل المواطن أبو محمد الشريف على أمل أن يستقر مع عائلته المكونة من سبعة أفراد بعد أن قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية منزله خلال عدوانها الأخير على غزة

 

 

وكلما استقر أبو محمد في منزل اضطر للرحيل ونقل ممتلكاته وحاجياته إلى منزل آخر، يعزي أهمها إلى سوء معاملة الجيران وأطفالهم، أو بسبب ارتفاع إيجار المنزل ومطالبة صاحبه بزيادة.

 

 

يقول أبو محمد للرأي:" أعمل ميكانيكي سيارات وما أقوم بتحصيله آخر الشهر لا يفي باحتياجات أسرتي التي لا تنتهي، خاصة أنه لدي عائلتين أقوم بإعالتهما، حيث أحصل على 1000 شيكل شهريا وهو لا يأتي شيئا مقابل احتياجات وطلبات الزوجات والأطفال ".

 

 

وبعد معاناة مع التنقل هنا وهناك، استقر أبو محمد وعائلته في منزل صغير مكون من غرفة ومطبخ وحمام وصالة صغيرة، وبالرغم من كونه لا يفي حاجتهم، إلا أنه يتمنى أن تتغير الأحوال والظروف، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

 

 

بدل ايجار لـ2000 عائلة

من جهته يقول المستشار الإعلامي لوكالة الغوث الدولية الأونروا بغزة عدنان أبو حسنة:" إن صرف بدل إيجار ومساعدات نقدية للعائلات التي فقدت منازلها خلال حرب 2014، سيتم خلال هذا الأسبوع".

 

 

ويضيف أبو حسنة "للرأي":" إن الأونروا صادقت اليوم الأحد على الميزانية المالية الخاصة والتي تقدر بمليون وثلاثمائة دولار(1.300.00)، للبدء بصرف بدل إيجار لـ2000 أسرة متضررة وفقدت منازلها في الحرب الأخيرة عام 2014 وذلك لاستكمال بناء منازلهم."

 

 

وينوه أبو حسنة أن هذه الدفعة تشمل الربع الثالث من عام 2017، وبذلك تكون الأونروا التزمت بتسديد بدل الايجار لهذه العائلات لغاية شهر سبتمبر من العام الحالي، مشيرا إلى أن الوكالة لازالت تحتاج إلى المزيد من التمويل لاستئناف برنامج المساعدات النقدية الخاصة بالمساكن.

 
 

السابق

"روّاد" تستقبل وفداً من رابطة الفنانين الفلسطينيين

التالي

"روّاد" تستضيف فريق "روح الشباب" بغزة