ضمن مشروع الجسد الواحد الذي أطلقته جمعية روّاد للتنمية المجتمعية خلال شهر رمضان المبارك والذي هدف إلى تأصيل وترسيخ مبدأ التكافل والتراحم الاجتماعي بين شرائح المجتمع الفلسطيني والوقوف على احتياجات الأسر المستورة في القطاع، كان هذا المشروع الذي يحمل اسم الجسد الواحد الذي أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، حيث قام فريق من الجمعية بالعديد من الزيارات لبيوت الأسر الفقيرة وتناول طعام الإفطار معها والاطلاع عن كثب على مدى المعاناة والألم الذي تلامسه هذه الأسر.

فكان من ضم الزيارات بيت المقعد عبد الله العايدي في منطقة مشروع عامر، دخلنا البيت واستقبلتنا العائلة بأجمل عبارات الترحاب، دخلنا البيت وبدأنا بتجهيز الطعام بمعاونة أبناء الحاج عبدالله، الحاج عبد الله المصاب بشلل رباعي وهو يعيل خمسة من الأبناء إضافة إلى زوجته الصابرة على ألم العيش، تروي لنا زوجة الحاج عبد الله قصة عيشهم فتقول المبلغ الذي نتقاضاه من الشئون الاجتماعية لا يكفى لاحتياجات البيت لنصف الشهر، فالاولاد صغار ورب البيت مقعد غير قادر على العمل، عبارات تؤلم بل وتدمي القلب، واستأنفت قائلة" احنا أحسن من غيرنا وغيرنا أحسن منا" نعم إنها عبارات الصبر فأمهات فلسطين هم عمالقة الصبر والتحدي رغم الصعوبات والتضييقات.

وعند الانتهاء من تناول طعام الافطار تسامرنا مع العائلة وطلبنا منهم سرد احتياجاتهم ومستلزماتهم حتى يتسنى لنا التواصل مع أهل الخير والمحسنين وإيصال الصورة ودعم صمود هؤلاء الصابرين، بعبارات التهاني والبراءة استودعنا أطفال البيت، وقدموا شكرهم للجمعية على تفقدها لهم.