03 August 2013

روّاد تفطـر مـع أسـرة فقيـرة

قافلة الخير تسير، تحمل أنّات الناس وعذاباتهم و آلامهم تتلمس دروب الخير حيث تضمد غزة جرحها، هنا في منزل أبو دان في منطقة الكرامة شمالي قطاع غزة الذي طالما يعاني من حر الجو في الصيف وتسرب مياه المطر على البيت في فصل الشتاء، جدران البيت جدرانٌ أعياها الزمن وقلوب أعياها أمل الانتظار، أما الطفولة فتائهة بين هذا وذاك طفولةٌ بريئة لا تعرف إلا طريق اللعب طفولة آلمها الفقر فالوالد يتضور ألماً حينما يطلب منه ولده شيئاً ويقف عاجزاً على الجواب بل ويخشى أن يرده خائباً فيقول له غداً بإذن الله.

قدمنا إلى البيت فاستقبلنا الأطفال بالإبتسامة البريئة وهم يرددون أهلا وسهلا تفضلوا وكان رب البيت الحاج أبو موسى في انتظارنا، فجلسنا في مكان يعتقد أنه الصالة ولكنه تبين لنا أنه ليس فقط مكان الصالة بل لتناول الطعام وللنوم وللطبخ ولدراسة الأولاد نعم إنها الحقيقية المرة التي آلمتنا، ولكنّ عجب العجاب أن أبا موسى هذا الرجل الصابر صاحب العزيمة القوية والإرادة لا تلين والتي لا تعرف طريقاً للذل والانكسار يردد بشكل مستمر الحمد لله على كل حال.  

أبو موسى الذي يعيل ستة من البنات أربعة من الأولاد فهو رجل جاوز الستين من عمره، وتوقف عن العمل قبل عشرين عاماً بسبب عدم قدرته على العمل، يروي لنا قصة حياته بين الألم والأمل فهو رجل صابر ويكرر عبارة الحمد لله على كل شيئ المهم أننا مسلون، عبارة هزت مشاعرنا وكياننا نعم إنها عزة النفس، لا يسئلون الناس إلحافا بل يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، إنهم آباءنا الشامخين.

وقبيل آذان المغرب جلسنا على مائدة الإفطار ورفعنا أكف الضراعة إلى الله ليفرج الهم ويزيل الكرب ويحسن الحال، فهناك دعوتان لا ترد دعوة المظلوم ودعوة الصائم حتى يفطر، ثم رفع الآذان وبدأنا بتناول الطعام إنها سفرة جميلة حين ترى الأطفال يتناولون الطعام وهم سعداء.

وبعد الإنتهاء من تناول الطعام ساعدنا أهلا البيت في ترتيب السفرة ثم تناولنا شرب القهوة، واستأذنا الأسرة في الذهاب وقدمنا لهم الوعد بأن كون لهم الأوفياء وأن نوصل رسالتهم إلى أهل الخير ليساهموا في دعمهم ومؤازرتهم. 

السابق

روّاد تنفذ مشروع "الجسد الواحد" لإفطار الأسر الفقيرة في مدينة غزة

التالي

روّاد توزع مساعدات مالية على الأسر الفقيرة في مدينة غزة